في تحليل نشرته صحيفة الجارديان، تم الكشف عن أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد وسّع من دعمه لحركة الاستيطان الإسرائيلية، مقترحًا خطة تهدف إلى السيطرة على قطاع غزة وتطويره، وهي خطوة قد تؤدي إلى تطهير عرقي للسكان الفلسطينيين البالغ عددهم نحو مليوني نسمة.
يشير التحليل إلى أن هذه الفكرة تتماشى مع التوجهات المستمرة لحركة الاستيطان الإسرائيلية، التي استخدمت على مر العقود عمليات البناء على الأراضي الفلسطينية كوسيلة لفرض السيطرة وتهجير السكان.
وقد لقي هذا النهج دعمًا خلال إدارة ترامب الأولى، خاصة من شخصيات مرتبطة بعالم العقارات، مثل صهره ومستشاره جاريد كوشنر.
كما نقلت الصحيفة تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكد مؤخرًا أن الولايات المتحدة ستتحمل مسؤولياتها في غزة، بينما ستقوم إسرائيل بـ”إنجاز المهمة” هناك.
وقد أشار نتنياهو إلى ضرورة “تطهير المكان بالكامل”، في إشارة إلى الخطط الجارية لإعادة تشكيل القطاع بعد العمليات العسكرية.
ويبرز التحليل كيف استغلت إسرائيل الاحتلال لتعزيز اقتصادها من خلال العمالة الفلسطينية الرخيصة، مستفيدة من السيطرة على القدس والمناطق السياحية، حيث تلعب المستوطنات دورًا رئيسيًا في ترسيخ الوجود الإسرائيلي في الأراضي المحتلة.
كما تم الإشارة إلى دعم بعض حلفاء ترامب للاستيطان، حيث زار وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو إحدى المستوطنات في الضفة الغربية، وتم تكريمه بإطلاق اسمه على نوع من النبيذ.
وتوقع التحليل أن تركز ولاية ترامب الثانية على قضايا العقارات، مع إمكانية تعيين المستثمر ستيفن ويتكوف مبعوثًا له للشرق الأوسط، ومايك هاكابي سفيرًا لدى إسرائيل.
وقد أشار كوشنر إلى غزة باعتبارها “عقارات قيمة للغاية”، كاشفًا أن شركته تتلقى تمويلًا من دول الخليج، بما في ذلك السعودية، التي يُنظر إليها كشريك محتمل في إعادة إعمار القطاع.
وفي الختام، تطرقت الجارديان إلى أن إسرائيل لطالما روّجت لخطط اقتصادية خاصة بغزة، بما في ذلك مشروع لبناء جزيرة اصطناعية، في الوقت الذي تفرض فيه حصارًا خانقًا على القطاع.
وتخلص الصحيفة إلى أن خطة ترامب قد تشكل نقطة تحول في التعامل مع غزة، وسط دعم متزايد من إسرائيل لمشاريع الاستيطان، في وقت تواجه فيه الدولة اتهامات دولية بالفصل العنصري والإبادة الجماعية.